Uncategorized

جدل في السعوديه حول رؤية هلال العيد 1432 هـ

هلال عيد الفطر يعيد الجدل حول «ترائي الأهلة» بالعين المجردة

مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط» : التليسكوبات لم ترصده.. وتم اعتماد شهادة المترائين بالطريقة التقليديةجدة: أمل باقازي
أعاد الجدل الذي شهدته السعودية أول من أمس حول صحة رؤية هلال عيد الفطر المبارك، لهذا العام، ملف «ترائي الأهلة» إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد أن حُسم الجدل بالاحتكام إلى المراصد الفلكية والتي تقوم مقام العين المجردة بعد فتوى من هيئة كبار العلماء أجازت هذا الأمر.

وأرجعت مصادر مطلعة خاصة في إحدى الجهات الفلكية السعودية المعتمدة أسباب الخطأ في تحري رؤية الهلال إلى اعتماد رؤية أشخاص تحروه بالعين المجردة، لافتة إلى أن الفلكيين المختصين الذين كانوا يبعدون عن المترائين التقليديين مسافة أمتار لم يتمكنوا من رؤيته.

وقالت ذات المصادر لـ«الشرق الأوسط» «هناك نحو عشر لجان لتحري هلال شوال، مكونة من أشخاص يتحرونه بالتليسكوبات وآخرين بالعين المجردة، غير أنه تم اعتماد شهادة المترائين التقليديين بحسب المعايير الشرعية».

وكانت السعودية وعدد من الدول العربية أعلنت أن يوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر؛ حيث أعلنت المحكمة العليا السعودية يوم الأثنين الماضي، أنه «ثبت لدى المحكمة العليا بشهادة عدد من الشهود العدول رؤية هلال شهر شوال لهذا العام.. مساء هذا اليوم الاثنين»، وعليه فإن «غدا الثلاثاء الثلاثين من شهر أغسطس (آب) عام 2011 هو يوم عيد الفطر المبارك غرة شهر شوال»، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية أمس.

ولم يصدر عن المحكمة العليا ما يؤكد صحة الأنباء التي تقول بعدم إمكانية رؤية هلال عيد الفطر مساء يوم الأثنين الماضي. من جهة أخرى، أشارت المصادر إلى أن فتوى جواز استخدام التليسكوبات لتحري أهلة الشهور موجودة منذ نحو 29 عاما، غير أنه ما زال الاهتمام الأكبر يحظى به المترائون التقليديون، مطالبة بضرورة ترك هذه الطريقة التقليدية تفاديا للوقوع في أخطاء مماثلة.

وأضافت «إن أجهزة التليسكوبات موجودة وتفوقت بمئات المرات في هذه الأمور، ومن غير الممكن أن تخطئ بين نجم وآخر، إلا أن الاعتماد على الرؤية بالعين المجردة هي السبب الرئيسي في الوقوع بهذه الأخطاء».

يأتي ذلك في وقت رجحت فيه الجمعية الفلكية أول من أمس أن ما تم رصده ليلة تحري هلال عيد الفطر المبارك هو كوكب زحل، وذلك نظرا إلى ظهوره عقب غروب الشمس إلى جنوبها، مؤكدة في الوقت نفسه على أن ما حدث عاد بالأذهان إلى السيناريو نفسه منذ عدة سنوات مع كوكب عطارد.

وردت الجمعية الفلكية في بيان لها عما قيل حول عجز المراصد الفلكية عن رؤية هلال شهر شوال وتمكن المترائين التقليديين من مشاهدته بالعين المجردة بقولها: «إن المراصد الفلكية المتطورة لم تعجز عن ذلك، إلا أنه ليس من دورها إيجاد جرم سماوي غير موجود».

وبالعودة إلى المصادر المطلعة، فقد أفادت بأن المترائين التقليديين قد يخطئون في رؤية هلال شهر شوال، وذلك نتيجة امتلاء السماء بالعديد من الأجرام السماوية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذا الخطأ ليس مسؤولية الفلكيين المختصين.

وكانت الجمعية الفلكية قد أوضحت أول من أمس أن الفلكيين المعاصرين أجمعوا على ضرورة توفر جملة من الشروط لرؤية الهلال بالعين المجردة في ليلة التحري، تتمثل في ألا يقل عمره عند الغروب عن 14 ساعة، وابتعاده عن الشمس مسافة لا تقل عن 8 درجات سماوية، وتأخر غروب القمر عن غروب الشمس مدة 29 دقيقة كحد أدنى، عدا عن عدم انخفاض نسبة الجزء المضاء من سطحه عن 1 في المائة.

واستغربت الجمعية زعم بعض الأشخاص رؤية الهلال عند ارتفاع أقل من درجته أو رؤيته رغم أنه غرب مع غروب الشمس، معتبرة أن ذلك الادعاء مخالف للمنطق العلمي والسنة الإلهية الكونية.

ودعت الجمعية الفلكية إلى تشكيل لجنة مكونة من فلكيين مزودين بالتليسكوبات والمناظير وكاميرات التصوير للمشاركة في رصد أهلة رمضان وذي الحجة بالتعاون مع المترائين التقليديين من منطقة سدير وشقراء، بحيث يكون الرصد سنويا بحضور الجمهور ووسائل الإعلام، خاصة حينما تكون رؤية الهلال غير ممكنة. واقترحت إقامة مرصدين صغيرين دائمين في كل من سدير وشقراء يتكون كل منهما من قبة فلكية ومركز تحكم لها، لتشرف عليهما إحدى الجهات الفلكية، مؤكدة أن إنجاز مثل تلك المراصد لن يستغرق وقتا طويلا من خلال إحدى الشركات المختصة داخل السعودية.